للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• قوله تعالى في خاتمة هذه السورة الكريمة. {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨)}.

فيه الدليل على أن ذلك الفريق الذين كانوا يقولون: "ربنا آمنا، فاغفر لنا، وارحمنا، وأنت خير الراحمين" موفقون في دعائهم ذلك ولذا أثنى الله عليهم به، وأمر به نبيه - صلى الله عليه وسلم - لتقتدي به أمته في ذلك. ومعمول اغفر وارحم حذف هنا، لدلالة ما تقدم عليه في قوله: {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} والمغفرة: ستر الذنوب بعفو الله وحلمه حتى لا يظهر لها أثر يتضرر به صاحبها. والرحمة صفة الله التي اشتق لنفسه منها اسمه الرحمن، واسمه الرحيم، وهي صفة تظهر آثارها في خلقه الذين يرحمهم، وصيغة التفضيل في قوله: {وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩)} لأن المخلوقين قد يرحم بعضهم بعضًا. ولا شك أن رحمة الله تخالف رحمة خلقه، كمخالفة ذاته وسائر صفاته لذواتهم، وصفاتهم كما أوضحنا في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. والعلم عند الله تعالى.

* * *