ونشره متعديًا: أحياه بعد الموت. ومعنى نشر الميت لازمًا: حيي الميت وعاش بعد موته. وإطلاق النشر والنشور على الإِحياء بعد الموت، وإطلاق النشور على الحياة بعد الموت معروف في كلام العوب. ومن إطلاقهم نشر الميت لازمًا، فهو ناشر، أي: عاش بعد الموت قول الأعشى:
لو أسندت ميتًا إلى نحرها ... عاش ولم لينقل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبًا للميت الناشر
ومن إطلاق النشور بمعنى الإِحياء بعد الموت، مصدر الثلاثي المتعدى. قوله هنا:(ولا نشورًا) أي: بعثا بعد الموت. ومن إطلاقهم النشور بمعنى الحياة بعد الموت مصدر الثلاثي اللازم قول الآخر:
إذا قبلتها كرعت بفيها ... كروع العسجدية في الغدير
فيأخذني العناق وبرد فيها ... بموت في عظامي أو فتور
فنحيا تارة ونموت أخرى ... ونخلط ما نموت بالنشور
فقد جعل الغيبوبة من شدة اللذة موتًا، والإِفاقة منها نشورًا، أي حياة بعد الموت.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} حذف فيه أحد المفعولين، أي: اتخذوا من دونه أصنامًا آلهة، كقوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً} الآية.
والآلهة جمع إله، فهو فعال مجموع على أفعلة؛ لأن الألف التي بعد الهمزة مبدلة من همزة ساكنة هي فاء الكلمة كما قال في الخلاصة:
ومدا ابدل ثاني الهمزين من ... كلمة إن يسكن كآثر وائتمن