نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة المكتوبة. وهو ضعيف أيضًا.
وما ذكره ابن مسعود من أنه قرأ ثم:(إن مقيلهم لإِلى الجحيم) معلوم أن ذلك شاذ لا تجوز القراءة به، وأن القراءة الحق {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨)}.
واعلم أن قول قتادة في هذه الآية معروف مشهور، وعليه فلا دليل في الآية لما ذكرنا، وقول قتادة هو أن معنى قوله: {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)} أي: منزلًا ومأوى، وهذا التفسير لا دليل فيه على القيلولة في نصف النهار كما ترى.
وقد بينا في كتابنا: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب: وجه الجمع بين ما دل عليه قوله هنا: {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)}، من انقضاء الحساب في نصف نهار، وبين ما دل عليه قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} وذكرنا الآيات المشيرة إلى الجمع، وبعض الشواهد العربية.
واعلم أن المشهور في كلام العرب أن المقيل القيلولة أو مكانها وهي الاستراحة نصف النهار زمن الحر مثلًا وإن لم يكن معها نوم، ومنه قوله:
جزى الله خير الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد
أي: نزلا فيها وقت القائلة، كما قاله صاحب اللسان. وما فسر به قتادة الآية من أن المقيل المنزل والمأوى معروف أيضًا في كلام العرب، ومنه قول ابن رواحة:
اليوم نضربكم على تنزيله ... ضربًا يزيل الهام عن مقيله