للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البشرية، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي. ألم تسمع بعضهم يقول:

قلت اسمحوا في أن أفوز بنظرة ... ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم

أترضى أيها الإِنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخواتك، ولقد صدق من قال:

وما عجب أن النساء ترجلت ... ولكن تأنيث الرجال عجاب

مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة أعني آية الحجاب هذه

اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه.

ولا يجوز له أن يمس شيء من بدنه شيئًا من بدنها.

والدليل على ذلك أمور:

الأول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت عنه أنه قال: "إني لا أصافح النساء" الحديث. واللَّه يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فيلزمنا ألا نصافح النساء اقتداء به - صلى الله عليه وسلم - . والحديث المذكور قد قدمناه موضحًا في سورة الحج في الكلام على النهي عن لبس المعصفر مطلقًا في الإِحرام وغيره للرجال. وفي سورة الأحزاب في آية الحجاب هذه.

وكونه - صلى الله عليه وسلم - لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئًا من بدنها؛ لأن أخف أنواع اللمس المصافحة، فإذا امتنع منها - صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي يقتضيها، وهو وقت المبايعة، دل ذلك على أنها لا تجوز،