قالوا: لأن المعنى: وما أرسلناك إلَّا للناس كافة، أي: جميعًا، أي: أرسلناك للناس في حال كونهم مجتمعين في رسالتك. وممن أجاز ذلك أبو علي الفارسي، وابن كيسان، وابن برهان، ولذلك شواهد في شعر العرب، كقول طليحة بن خويلد الأسدي:
لئن كان برد الماء هيمان صاديا ... إلى حبيبًا إنها لحبيب
وقول الآخر:
تسليت طرا عنكم بعد بينكم ... بذكراكم حتى كأنكم عندي
وقول الآخر:
غافلًا تعرض المنية للمر ... ء فيدعى ولات حين إباء
وقوله:
مشغوفة بك قد شغفت وإنما ... حم الفراق فما إليك سبيل
وقوله:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلًا عليه شديد
فقوله في البيت الأول فرغًا، أي: هدرًا حال، وصاحبه المجرور بالباء الذي هو بقتل، وحبال اسم رجل. وقوله في البيت الثاني: هيمان صاديا حالان من ياء المتكلم المجرورة بإلى في قوله: إليَّ حبيبًا. وقوله في البيت الثالث: طرا حال من الضمير المجرور