للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحرف، كما أشار له ابن مالك في الخلاصة بقوله:

وسبق حال ما بحرف جر قد ... أبوا ولا أمنعه فقد ورد

قالوا: لأن المعنى: وما أرسلناك إلَّا للناس كافة، أي: جميعًا، أي: أرسلناك للناس في حال كونهم مجتمعين في رسالتك. وممن أجاز ذلك أبو علي الفارسي، وابن كيسان، وابن برهان، ولذلك شواهد في شعر العرب، كقول طليحة بن خويلد الأسدي:

فإن تك أذواد أصبن ونسوة ... فلن يذهبوا فرغًا بقتل حبال

وكقول كثير:

لئن كان برد الماء هيمان صاديا ... إلى حبيبًا إنها لحبيب

وقول الآخر:

تسليت طرا عنكم بعد بينكم ... بذكراكم حتى كأنكم عندي

وقول الآخر:

غافلًا تعرض المنية للمر ... ء فيدعى ولات حين إباء

وقوله:

مشغوفة بك قد شغفت وإنما ... حم الفراق فما إليك سبيل

وقوله:

إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلًا عليه شديد

فقوله في البيت الأول فرغًا، أي: هدرًا حال، وصاحبه المجرور بالباء الذي هو بقتل، وحبال اسم رجل. وقوله في البيت الثاني: هيمان صاديا حالان من ياء المتكلم المجرورة بإلى في قوله: إليَّ حبيبًا. وقوله في البيت الثالث: طرا حال من الضمير المجرور