للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يجمع ولا يثنى؛ لأن أصله مصدر، ولم يأت في القرآن إلَّا مفردًا كقوله تعالى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (٤٣)} وقوله تعالى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ومعنى كونهن قاصرات الطرف هو ما قدمنا من أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن بخلاف نساء الدنيا.

والثاني من نوعي القصر: كونهن مقصورات في خيامهن، لا يخرجن منها، كما قال تعالى لأزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وذلك في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)} وكون المرأة مقصورة في بيتها لا تخرج منه من صفاتها الجميلة، وذلك معروف في كلام العرب، ومنه قوله:

من كان حربًا للنسا ... ء فإنني سلم لهنه

فإذا عثرن دعونني ... وإذا عثرت دعوتهنه

وإذا برزن لمحفل ... فقصارهن ملاحهنه

فقوله: قصارهن يعني المقصورات منهن في بيوتهن اللاتي لا يخرجن إلَّا نادرًا، كما أوضح ذلك كثير عزة في قوله:

وأنت التي حبب كل قصيرة ... إلى وما تدري بذاك القصائر

عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطا شر النساء البحاتر

والحجال: جمع حجلة: وهي البيت الذي يزين للعروس. فمعنى قصيرات الحجال: المقصورات في حجالهن. وذكر بعضهم أن رجلًا سمع آخر قال: لقد أجاد الأعشى في قوله:

غراء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل

ليست كمن يكره الجيران طلعتها ... ولا تراها لسر الجار تختتل