للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)}، إلى غير ذلك من الآيات.

والنوع الثاني: هو الأوثان، كما بين ذلك تعالى بقوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} الآية.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} أي رقيب عليهم، حافظ عليهم كل ما يعملونه من الكفر والمعاصي، وفي أوله اتخاذهم الأولياء يعبدونهم من دون الله.

وفي الآية تهديد لكل مشرك.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦)}.

أي لست يا محمد بموكل عليهم تهدي من شئت هدايته منهم، بل إنما أنت نذير فحسب، وقد بلغت ونصحت، والوكيلُ عليهم هو الله الذي يهدي من يشاء منهم ويضل من يشاء، كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٠) وقال تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٣٥)}، والآيات بمثل ذلك كثيرة.

وبما ذكرنا تعلم أن التحقيق في قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (١٠٧)}، وما جرى مجراه من الآيات، ليس منسوخًا بآية السيف، والعلم عند الله تعالى.