ولا منافاة في ذلك، فإن الإيمان يطلق تارةً على جميع ما يطلق عليه الإِسلام من الاعتقاد والعمل، كما ثبت في الصحيح في حديث وفد عبد القيس، والأحاديث بمثل ذلك كثيرة جدًّا.
ومن أصرحها في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - :"الإيمان بضع وسبعون"، وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح:"وستون شعبة، أعلاها شهادة ألا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
فقد سمى - صلى الله عليه وسلم - "إماطة الأذى عن الطريق" إيمانًا.
وقد أطال البيهقي رحمه الله في "شعب الإِيمان" في ذكر الأعمال التي جاء الكتاب والسنة بتسميتها إيمانًا.
فالإِيمان الشرعي التام والإِسلام الشرعي التام معناهما واحد.
وقد يطلق الإِيمان إطلاقًا آخر على خصوص ركنه الأكبر الذي هو الإيمان بالقلب، كما في حديث جبريل الثابت في الصحيح.
والقلب مضغة في الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله، فغيره تابع له. وعلى هذا تحصل المغايرة في الجملة بين الإِيمان والإِسلام.
فالإِيمان، على هذا الإِطلاق اعتقاد، والإِسلام شامل للعمل.
واعلم أن مغايرته تعالى بين الإِيمان والإِسلام في قوله تعالى: