للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: وقال قيله، وهو بمعنى قوله، إلا أن القاف لما كسرت أبدلت الواو ياء لمجانسة الكسرة.

قالوا: ونظير هذا الإِعراب قول كعب بن زهير:

تمشي الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول

أي ويقولون قيلهم.

وقال بعضهم: هو منصوب بِـ (يعلم) محذوفة؛ لأن العطف الذي ذكرنا على قوله: (سرهم)، والعطف على (الساعة) يقال فيه: إنه يقتضي الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يصلح، لكونه اعتراضًا، وتقدير الناصب إذا دل المقام عليه لا إشكال فيه، كما قال في الخلاصة:

ويحذف الناصبها إنْ عُلِما ... وقد يكون حذفه ملتزما

وأما على قراءة الخفض، فهو معطوف على (الساعة)، أي وعنده علم الساعة، وعلم قيله يا رب.

واختار الزمخشري أنه مخفوض بالقسم، ولا يخفى بعده كما نبه عليه أبو حيان.

والتحقيق أن الضمير في (قيله) للنبي - صلى الله عليه وسلم - .

والدليل على ذلك أن قوله بعد: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ} خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بلا نزاع، فادعاء أن الضمير في (قيله) لعيسى لا دليل عليه ولا وجه له.

وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من شكواه - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه عدم إيمان قومه، جاء موضحًا في غير هذا الموضع، كقوله تعالى: {وَقَال الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (٣٠)}، وذكر مثله