للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي يوالونها بالعبادة من دون الله، (وما) في قوله: {مَا كَسَبُوا} و {مَا اتَّخَذُوا} موصولة، وهي في محل رفع في الموضعين؛ لأن (ما) الأولى فاعل (يغني)، و (ما) الثانية معطوفة عليها، وزيادة (لا) قبل المعطوف على منفي معروفة.

وقوله: {وَلَا يُغْنِي} أي لا ينفع. والظاهر أن أصله من الغناء، بالفتح والمد، وهو النفع.

ومنه قول الشاعر:

وقل غناء عنك مال جمعته ... إذا صار ميراثًا وواراك لاحدُ

فقوله: "قل غناء" أي قل نفعًا. وقول الآخر:

قل الغناء إذا لاقى الفتى تلفًا ... قول الأحبة لا تبعد وقد بعدا

فقوله: "الغناء" أي النفع.

والبيت من شواهد إعمال المصدر المعرف بالألف واللام؛ لأن قوله: "قول الأحبة"، فاعل قوله "الغَناء".

وأما الغِناء، بالكسر والمد، فهو الألحان المطربة.

وأما الغِنى، بالكسر والقصر، فهو ضد الفقر.

وأما الغَنَى، بالفتح والقصر، فهو الإِقامة، من قولهم: غَنِي بالمكان، بكسر النون، يَغنَى، بفتحها، غَنًى، بفتحتين، إذا أقام به.

ومنه قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}، وقوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} كأنهم لم يقيموا فيها.

وأما الغُنَى، بالضم والقصر، فهو جمع غُنْيَة وهي ما يستغني به الإِنسان.