للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمصدر النائب عن فعله، كقوله تعالى: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} أي: فاضربوا رقابهم.

وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ} أي: أوجعتم فيهم قتلًا.

فالإِثخان هو الإِكثار من قتل العدو حتى يضعف ويثقل عن النهوض.

وقوله: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} أي: فأسروهم، والوثاق، بالفتح والكسر، اسم لما يؤسر به الأسير من قَدٍّ ونحوه.

وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من الأمر بقتل الكفار حتى يثخنهم المسلمون، ثم بعد ذلك يأسرونهم، جاء موضحًا في غير هذا الموضع، كقوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} الآية، وقد أمر تعالى بقتلهم في آيات آخر، كقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} الآية، وقوله: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (١٢) وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} الآية، وقوله: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} الآية.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} أي فإما تمنون عليهم مَنًّا، أو تفادونهم فداء.

ومعلوم أن المصدر إذا سيق لتفصيل وجب حذف عامله، كما قال في الخلاصة:

وما لتفصيل كإمَّا مَنَّا ... عامله يحذف حيث عَنَّا

ومنه قول الشاعر:

لأجهدن فإما درء واقعة ... تخشى وإما بلوغ السؤل والأمل