وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{فِيهَا فَاكِهَةٌ}، أي فواكه كثيرة. وقد قدمنا أن هذا أسلوب عربي معروف، وأوضحنا ذلك بالآيات وكلام العرب.
وقوله: {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (١١)} ذات أي صاحبة، والأكمام جمع كِم، بكسر الكاف، وهو ما يظهر من النخلة في ابتداء إثمارها، شبه اللسان ثم ينفخ عن النَّوْر. وقيل: هو ليفها. واختار ابن جرير شموله للأمرين.
وقوله:{وَالْحَبُّ} كالقمح ونحوه.
وقوله:{ذُو الْعَصْفِ}، قال أكثر العلماء: العصف ورق الزرع، ومنه قوله تعالى {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)}. وقيل العصف: التبن.
وقوله:{وَالرَّيحَانُ} اختلف العلماء في معناه، فقال بعض أهل العلم: هو كل ما طاب ريحه من النبت وصار يشم للتمتع بريحه. وقال بعض العلماء: الريحان: الرزق، ومنه قول النجم بن تولب العكلي:
فروح الإله وريحانه ... ورحمته وسماء درر
غمام ينزل رزق العباد ... فأحيا البلاد وطاب الشجر
ويتعين كون الريحان بمعنى الرزق على قراءة حمزة والكسائي، وأما على قراءة غيرهما فهو محتمل للأمرين المذكورين.
وإيضاح ذلك أن هذه الآية قرأها نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم:(والحبُّ ذو العصف والريحان) بضم الباء والذال والنون من الكلمات الثلاث، وهو عطف على (فاكهةٌ) أي فيها فاكهة وفيها الحب ... إلخ.