للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا نزاع فيه (١).

وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} الآية.

واللؤلؤ: الدر، والمرجان: الخرز الأحمر. وقال بعضهم: المرجان صغار الدر واللؤلؤ كباره.


(١) هذا الاستنتاج الذي توصل إليه فضيلة الوالد رحمه الله، يعتبر فتحًا من الله؛ لأنه توصل إليه استنتاجًا، فجاء الواقع يشهد بذلك، وإن لم يطلع عليه رحمه الله، مما يلزم التعليق والتنبيه عليه.
وذلك أنه قد ثبت وجود اللؤلؤ في الماء العذب كما ذهب إليه رحمه الله، كما جاء في دائرة معارف الشعب المصرية عدد ٧٣ صحيفة ٥٣٧ تكلمت عن اللؤلؤ إلى أن جاء فيها ما نصه:
وأنواع المحار جميعها قد تنتج اللؤلؤ ولكنه يوجد غالبًا في أنواع معينة منها. فلقد عثر مثلًا على لآلئ رائعة الجمال في محار المياه العذبة الذي يعيش في بريطانيا وخاصة أنهار ويلز واسكتلندا ...
وأشهر لؤلؤة منها عثر عليها في نهر كونواي في القرن السابع عشر، وأهداها أحد نبلاء الإنجليز إلى الملكة كاترين زوجة شارل الثاني، وما زالت محفوظة ضمن مجوهرات التاج البريطاني في برج لندن، ولا يزال الأهالي يقتنون المحار عند مصب هذا النهر ... إلخ.
فكان إثبات الشيخ رحمه الله وجزمه باستخراج اللؤلؤ من الماء العذب مغايرًا لما عليه جميع المفسرين إثباتًا مؤيدًا بنور الله، شهد له الواقع وصدقه الحس، وفي ذلك تأييد لكل مجتهد وجد مستندًا صريحًا لما ذهب إليه، ولما فهمه من كتاب الله، وإن غاير أقوال الآخرين، ما دام له مستند ظاهر كهذه المسألة. وهذا مصداق ما جاء عن علي رضي الله عنه وما نطق به من مشكاة النبوة حينما سئل: هل خصكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آل البيت بشيء من الوحي؟ فقال: لا. إلا بما في هذه الصحيفة أو فهمًا من كتاب الله، يعطيه من شاء من عباده.
وهذا هو الفهم الصحيح المستند إلى نص صريح، يعطيه الله تعالى له، رحمه الله رحمة واسعة.