وقال بعض العلماء: المراد بهن الحور العين، واستدل من قال ذلك بقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥)}؛ لأن الإِنشاء هو الاختراع والابتداع.
وقالت جماعة من أهل العلم: إن المراد بهن بنات آدم اللاتي كن في الدنيا عجائز شمطًا رمصًا، وجاءت في ذلك آثار مرفوعة عنه - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى هذا القول، فمعنى (أنشأناهن إنشاء) أي خلقناهن خلقًا جديدًا.
وقوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦)} أي فصيرناهن أبكارًا، وهو جمع بِكْر، وهو ضد الثيب.
وقوله:{عُرُبًا} قرأه عامة القراء السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم: (عرُبًا) بضم العين والراء، وقرأه حمزة وشعبة:(عُرْبًا) بسكون الراء، وهي لغة تميم، ومعنى القراءتين واحد، وهو جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل، وهذا هو قول الجمهور، وهو الصواب إن شاء الله.
ومنه قول لبيد:
وفي الخباء عروب غير فاحشة ... ريا الروادف يعشى دونها البصر
وقوله تعالى: {أَتْرَابًا (٣٧)} جمع تِرْب بكسر التاء، والترب اللِّدة. وإيضاحه: أن تِرْب الإِنسان ما وُلِد معه في وقت واحد، ومعناه في الآية: أن نساء أهل الجنة على سن واحدة ليس فيهن شابة وعجوز، ولكنهن كلهن على سن واحدة في غاية الشباب.
وبعض العلماء يقول: إنهن ينشأن مستويات في السن على قدر بنات ثلاث وثلاثين سنة، وجاءت بذلك آثار مروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .