قدرة الله على البعث وغيره، وعلى أنه المعبود وحده، ببيان أطوار خلق الإِنسان، جاء موضحًا في آيات آخر، وقد قدمنا الكلام على ذلك مستوفىً بالآيات القرآنية، وبينا ما يتعلق بكل طور من أطواره من الأحكام الشرعية في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} الآية.
وذكرنا أطوار خلق الإنسان في سورة الرحمن أيضًا في الكلام على قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)} وفي غير ذلك من المواضع.
وبينا الآيات الدالة على أطوار خلقه جملةً وتفصيلًا في الحج.
تنبيه
هذا البرهان الدال على البعث الذي هو خلق الإِنسان من نطفة مني يمنى، يجب على كل إنسان النظر فيه؛ لأن الله جل وعلا وجه صيغة الأمر بالنظر فيه إلى مني الإِنسان، والأصل في صيغة الأمر على التحقيق الوجوب إلا لدليل صارف عنه، وذلك في قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦)} الآية، وقد قدمنا شرحها في أول سورة النحل.
وقرأ هذا الحرف نافع:(أفرأيتم) بتسهيل الهمزة بعد الراء بين بين.
والرواية المشهورة التي بها الأداء عن ورش عنه، إبدال الهمزة ألفًا وإشباعها لسكون الياء بعدها.
وقرأه الكسائي:(أفريتم) بحذف الهمزة، وقرأه باقي السبعة بتحقيق الهمزة.