للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩) والمعنى: انظروا إلى الثمر وقت طلوعه ضعيفًا لا يصلح للأكل، وانظروا إلى ينعه، أي انظروا إليه بعد أن صار يانعًا مدركًا صالحًا للأكل، تعلموا أن الذي رباه ونماه حتى صار كما ترونه وقت ينعه قادر على كل شيء منعم عليكم عظيم الإِنعام، ولذا قال: {إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩)}.

فاللازم أن يتأمل الإِنسان وينظر في طعامه ويتدبر قوله تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ} أي عن النبات شقًّا، إلى آخر ما بيناه.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} يعني لو نشاء تحطيم ذلك الزرع لجعلناه حطامًا، أي فتاتًا وهشيمًا، ولكنا لم نفعل ذلك رحمة بكم، ومفعول فعل المشيئة محذوف للاكتفاء عنه بجزاء الشرط، وتقديره كما ذكرنا.

وقوله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥)}. قال بعض العلماء: المعنى: فظلتم تعجبون من تحطيم زرعكم.

وقال بعض العلماء: (تفكهون) بمعنى تندمون على ما خسرتم من الإِنفاق عليه، كقوله تعالى: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}.

وقال بعض العلماء: تندمون على معصية الله التي كانت سببًا لتحطيم زرعكم.

والأول من الوجهين في سبب الندم هو الأظهر.