للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الذي يظهر لنا من استقراء القرآن والعربية أن ذلك أسلوب عربي، وأن الاختلاف بين اللفظين كاف في المغايرة بين المضاف والمضاف إليه، وأنه لا حاجة إلى التأويل مع كثرة ورود ذلك في القرآن والعربية.

ويدل له تصريحهم بلزوم إضافة الاسم إلى اللقب إن كانا مفردين نحو سعيد كرز؛ لأن ما لا بد له من تأويل لا يمكن أن يكون هو اللازم كما ترى، فكونه أسلوبًا أظهر.

وقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)} التسبيح: أصله الإِبعاد عن السوء، وتسبيح الله تنزيهه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، وذلك التنزيه واجب له في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

والظاهر أن الباء في قوله {بِاسْمِ رَبِّكَ} داخلة على المفعول، وقد قدمنا في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} أدلة كثيرة من القرآن وغيره على دخول الباء على المفعول الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه، كقوله: {وَهُزِّي إِلَيكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}، والمعنى: وهزي جذع النخلة، وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} أي إلحادًا، إلى آخر ما قدمنا من الآدلة الكثيرة.

وعليه، فالمعنى: سبح اسم ربك العظيم، كما يوضحه قوله في الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}.

وقال القرطبي: الاسم هنا بمعنى المسمى، أي سبح ربك، وإطلاق الاسم بمعنى المسمى معروف في كلام العرب، ومنه قول لبيد:

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر