قال: نزلت فيَّ أربع آيات من القرآن أصبت سيفاً يوم بدر، فأتيت النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: نفلنيه فقال: ضعه من حيث أخذته مرتين، ثم عاودته فقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: ضعه من حيث أخذته، فنزلت هذه الآية:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية. وتمام الحديث في نزول:{وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية، وآية الوصية وقد رواه مسلم في صحيحه من حديث شعبة به.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدة قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة يقول: أصبت سيف بن عائذ يوم بدر، وكان السيف يدعى بالمرزبان، فلما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفل أقبلت به، فألقيته في النفل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع شيئاً يسأله، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه إياه. ورواه ابن جرير من وجه آخر اهـ. كلام ابن كثير.
قال مقيده - عفا الله عنه -: جمهور العلماء على أن الآية نزلت في غنائم بدر لما اختلف الصحابة فيها، قال بعضهم: نحن هم الذين حزنا الغنائم، وحويناها فليس لغيرنا فيها نصيب؛ وقالت المشيخة: إنا كنا لكم ردءاً، ولو هزمتم للجأتم إلينا فاختصموا إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن عبادة بن الصامت أنها نزلت في ذلك. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وروي نحو ذلك أبو داود، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، وابن جرير،