براهين من براهين البعث بعد الموت وبينها مفصلة في آيات أخر.
البرهان الأول: خلق الناس أولا المشار إليه بقوله {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} لأن الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني.
لذا ذكر تعالى أن من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول، كما في قوله:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ} الآية، وقوله: {وَيَقُولُ الْأِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً (٦٦) أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧)} ثم رتب على ذلك نتيجة الدليل بقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ} الآية .. إلى غير ذلك من الآيات.
البرهان الثاني: خلق السموات والأرض المشار إليه بقوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ َبِنَاءً} لأنهما من أعظم المخلوقات، ومن قدر على خلق الأعظم فهو على غيره قادر من باب أحرى.
وأوضح الله تعالى هذا البرهان في آيات كثيرة كقوله تعالى:{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ