فقال بعض العلماء: معنى "يثنون صدورهم" يَزوَرّون عن الحق، وينحرفون عنه؛ لأن من أقبل على الشيء استقبله بصدره، ومن ازوّرَ عنه وانحرف ثنى عنه صدره، وطوى عنه كشحه. بهذا فسره الزمخشري في الكشاف.
قال مقيده -عفا الله عنه-: وهذا المعنى معروف في كلام العرب، فهم يعبرون باعوجاج الصدر عن العدول عن الشيء والميل عنه، ويعبرون بإقامة الصدر عن القصد إلى الشيء وعدم الميل عنه.
فمن الأول قول، ذي الرمة غيلان بن عقبة العدوي عدي الرباب:
خليليَّ عوجا بارك الله فيكما ... على دارمي من صدور الركائب
تكن عوجة يجزيكما الله عنده ... بها الأجر أو تقضى ذمامة صاحب
يعني: اثنيا صدور الركائب إلى دارمي.
ومن الثاني قول الشنفرى:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل
وقول الآخر:
أقول لأم زنباع: أقيمي ... صدور العيس شطر بنى تميم
وقيل: نزلت هذه الآية الكريمة في الأخنس بن شريق الثقفي