إخوانهم الكافرين. ولما ناصر بنو المطلب بنُ عبدِ مناف بني هاشم، ولم يناصرهم بنو عبدِ شمس بنُ عبدِ مناف، وبنو نوفل بنُ عبدِ مناف عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني المطلب تلك المناصرة التي هي عصبية نسبية لا صلة لها بالدين؛ فأعطاهم من خمس الغنيمة مع بني هاشم، وقال:"إنا وبني المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام" ومنع بني عبدِ شمس وبني نوفل من خمس الغنيمة، مع أن الجميع أولاد عبدِ مناف بنُ قصي.
وقال أَبو طالب في بني عبدِ شمس وبني نوفل:
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... عقوبة شر عاجل غير آجل
بميزان قسط لا يخيس شعيرة ... له شاهد من نفسه غير عائل
لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا ... بني خلف قيضًا بنا والغياطل
والغياطل -بالغين المعجمة- ومراد أبي طالب بهم: بنو سهم ابن عمرو بنُ مصيص بنُ كعب لؤي، القبيلة المشهورة من قبائل قريش، وإنَّما سموا الغياطل؛ لأن قيس بنُ عدي بنُ سعد بنُ سهم الذي هو من سادات قريش العظام، وهو الذي يعنيه عبدِ المطلب بقوله يرقص ابنه عبدِ الله وهو صغير:
كأنه في العز قيس بنُ عدي ... دار سعد ينتدى أهل الندى
تزوج امرأة من كنانة تسمى "الغيطلة" وهي أم بعض أولاده؛ فسمي بنو سهم الغياطل؛ لأن قيس بنُ عدي المذكور سيدهم.
فهذه الآيات القرآنية تدل على أن الله قد يعين المؤمن بالكافر