للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعوذ بربي من النافثا ... ت في عقد العاضة المعيضه

تنبيه

فإن قيل: بم تتعلق الكاف في قوله: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠)

فالجواب: ما ذكره الزمخشري في كشافه قال: فإن قلت: بم تعلق قوله {كَمَا أَنْزَلْنَا}.

قلت: فيه وجهان:

أحدهما: أن يتعلق بقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ} أي: أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على أهل الكتاب، وهم المقتسمون الذين جعلوا القرآن عضين، حيث قالوا بعنادهم وعدوانهم: بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل، وبعضه باطل مخالف لهما، فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه. وقيل: كانوا يستهزئون به فيقول بعضهم: "سورة البقرة" لي، ويقول الآخر: "سورة آل عمران" لي (إلى أن قال).

الوجه الثاني: أن يتعلق بقوله: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)} أي: وأنذر قريشًا مثل ما أنزلناه من العذاب على المقتسمين (يعني اليهود)، وهو ما جرى على قريظة والنضير. جعل المتوقع بمنزلة الواقع وهو من الإعجاز؛ لأنه إخبار بما سيكون، وقد كان. انتهى محل الغرض من كلام صاحب الكشاف.

ونقل كلامه بتمامه أبو حيان في "البحر المحيط" ثم قال أبو حيان: أما الوجه الأول وهو تعلق "كما" بـ "آتيناك" فذكره أبو البقاء