للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والديباج من جهة واحدة وهي لبسها، وحكم الاتكاء عليهما داخل في حكم لبسهما، فتعين تحريم الذهب والفضة من الجهتين المذكورتين تحريم الحرير والديباج من الجهة الواحدة، لقوله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الروايات الصحيحة في الأربعة المذكورة: "هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" لأنه لو أبيح التمتع بالفضة في الدنيا والآخرة لكان ذلك معارضًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى من كتاب الله جل وعلا.

اعلم أولًا: أن الديباج هو المعبر عنه في كتاب الله بالسندس والإستبرق، فالسندس: رقيق الديباج، والإستبرق غليظه.

فإذا علمت ذلك فاعلم أَنّ الله جل وعلا بين تنعم أهل الجنة بلبس الذهب والديباج الذي هو السندس والإستبرق في "سورة الكهف" في قوله: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} الآية. فمن لبس الذهب والديباج في الدنيا منع من هذا التنعم بهما المذكور في "الكهف".

وذكر جل وعلا تنعم أهل الجنة بلبس الحرير والذهب في "سورة الحج" في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (٢٤)}.

وبين أيضًا تنعمهم بلبس الذهب والحرير في "سورة فاطر" في