قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} الآية. فمن لبس الَذهبَ والحرير في الدنيا منع من هذا التنعم بهما المذكور في "سورة الحج وفاطر".
وذكر جل وعلا تنعمهم بلبس الحرير في "سورة الإنسان" في قوله: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)} وفي "الدخان" بقوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} الآية. فمن لبس الحرير في الدنيا منع من هذا التنعم به المذكور في "سورة الإنسان والدخان".
وذكر جل وعلا تنعمهم بالاتكاء على الفرش التي بطائنها من إستبرق في "سورة الرحمن" بقوله: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} الآية. فمن اتكأ على الديباج في الدنيا منع هذا التنعم المذكور في "سورة الرحمن".
وذكر جل وعلا تنعم أهل الجنة بلبس الديباج الذي هو السندس والإستبرق ولبس الفضة في "سورة الإنسان" أيضًا في قوله: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (٢١)}.
فمن لبس الديباج أو الفضة في الدنيا منع من التنعم بلبسهما المذكور في "سورة الإنسان" لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" فلو أبيح لبس الفضة في الدنيا مع قوله في نعيم أهل الجنة: {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} لكان ذلك مناقضا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة".