الحق. والمعنى لسان البشر الذي يلحدون، أي: يميلون قولهم عن الصدق والاستقامة إليه = أعجمي غير بين، وهذا القرآن لسان عربي مبين، أي: ذو بيان وفصاحة. وقرأ هذا الحرف حمزة والكسائي:{يُلْحِدُونَ} بفتح الياء والحاء، من الحد الثلاثي، وقرأ الباقون:{يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء من الحد الرباعي، وهما لغتان، والمعني واحد؛ أي: يميلون عن الحق إلى الباطل. وأما:{يُلْحِدُونَ} التي في (الأعراف، والتي في فصلت) فلم يقرأهما بفتح الياء والحاء إلا حمزة وحده دون الكسائي، وإنما وافقه الكسائي في هذه التي في (النحل) وأطلق اللسان على القرآن لأن العرب تطلق اللسان وتريد به الكلام؛ فتؤنثها وتذكرها، ومنه قول أعشي باهلة:
إن أتتني لسان لا أسر بها ... من علو لا عجب فيها ولا سخر
وقول الآخر:
لسان الشر تهديها إلينا ... وخنت وما حسبتك أن تخونا
وقول الآخر:
أتتني لسان بني عامر ... أحاديثها بعد قول نكر
ومنه قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)} أي: ثناء حسنًا باقيًا. ومن إطلاق اللسان بمعنى الكلام مذكرًا قول الحطيئة: