- صلى الله عليه وسلم -؛ لأن أمر القدوة أمر لأتباعه كما قدمنا = أن يقولوا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} أي: كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله ثابت له، مبينًا أنه منزه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء، سبحانه وتعالى عن ذلك كله علوًا كبيرًا.
وبين في مواضع أخر: أنه لا شريك له في ملكه، أي: ولا في عبادته؛ كقوله: {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢)} وقوله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)} وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} وقوله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ .. } الآية، والآيات بمثل ذلك كثيرة.
ومعنى قوله في هذه الآية:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} يعني أنه لا يذل فيحتاج إلى ولي يعز به؛ لأنه هو العزيز القهار، الذي كل شيء تحت قهره وقدرته، كما بينه في مواضع كثيرة، كقوله:{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} الآية، وقوله {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٢٠)} والعزيز: الغالب، وقوله:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} والآيات