وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{ذَاتَ الْيَمِينِ} أي: جهة اليمين، وحقيقتها الجهة المسماة باليمين. وقال أبو حيان في البحر: وذات اليمين: جهة يمين الكهف، وحقيقتها الجهة المسماة باليمين، يعني يمين الداخل إلى الكهف، أو يمين الفتية اهـ وهو منصوب على الظرف.
وقوله تعالى:{وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ} من القرض بمعنى القطيعة والصرم؛ أي: تقطعهم وتتجافى عنهم ولا تقربهم. وهذا المعنى معروف في كلام العرب؛ ومنه قول غيلان ذي الرمة:
نظرت بجرعاء السبيبة نظرة ... ضحى وسواد العين في الماء شامس
إلى ظُعُن يقرضن أقواز مشرف ... شمالًا وعن أيمانهن الفوارس
فقوله:"يقرضن أقواز مشرف" أي: يقطعنها ويبعدنها ناحية الشمال، وعن أيمانهن الفوارس، وهو موضع أو رمال الدهناء. والأقواز: جمع قوز -بالفتح- وهو العالي من الرمل كأنه جبل. ويروى:"أجواز مشرف"، جمع جوز؛ من المجاز بمعنى الطريق.
وهذا الذي ذكرنا هو الصواب في معنى قوله تعالى:{تَقْرِضُهُمْ} خلافًا لمن زعم أن معنى تقرضهم: تقطعهم من ضوئها شيئًا ثم