العادة فيه: أن يكون بالوصيد وهو الباب. ويقال فيه أصيد. وعلى اللغتين القراءتان في قوله: {مُؤْصَدَةٌ (٨)} مهموزًا من "الأصيد"، وغير مهموز من "الوصيد".
ومن إطلاق العرب الوصيد على الباب قول عبيد بن وهب العبسي، وقيل زهير:
بأرض فضاءٍ لا يُسد وصيدُها ... علَيَّ ومعروفي بها غير منكر
أي: لا يسد بابها علَيَّ، يعني ليست فيها أبواب حتى تسد علي؛ كقول الآخر:
• ولا ترى الضب بها ينجحر*
فإن قيل: كيف يكون الوصيد هو الباب في الآية، والكهف غار في جبل لا باب له؟.
فالجواب: أن الباب يطلق على المدخل الذي يدخل للشيء منه؛ فلا مانع من تسمية المدخل إلى الكهف بابًا. ومن قال: الوصيد الفناء، لا يخالف ما ذكرنا؛ لأن فناء الكهف هو بابه. وقد قدمنا مرارًا أن من أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك: أن يقول بعض العلماء في الآية قولًا وتكون فى الآية قرينة تدل على خلافه.
وقد قال بعض أهل العلم في هذه الآية الكريمة: إن المراد بالكلب في هذه الآية: رجل منهم لا كلب حقيقي. واستدلوا لذلك ببعض القراءات الشاذة، كقراءة "وكالبهم باسط ذراعيه بالوصيد" وقراءة "وكالئهم باسط ذراعيه".