للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: هو ما ذكرنا.

والثاني: أنها وراثة مال.

والثالث: أنها وراثة مال بالنسبة له، وبالنسبة لآل يعقوب في قوله: {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وراثة علم ودين. وهذا اختيار ابن جرير الطبري. وقد ذكر من قال: إن وراثته لزكريا وراثة مال حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أنه قال: "رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته" أي ماذا يضره إرث ورثته لماله. ومعلوم أن هذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والأرجح فيما يظهر لنا هو ما ذكرنا من أنها وراثة علم ودين؛ للأدلة التي ذكرنا وغيرها مما يدل على ذلك. وقد ذكر ابن كثير في تفسيره هنا ما يؤيد ذلك من أوجه. قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}: وجه خوفه أنه خشى أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفًا سيئًا فسأل الله ولدًا يكون نبيًّا من بعده؛ ليسوسهم بنبوءته بما يوحي إليه فأجيب في ذلك؛ لا أنه خشى من وراثتهم له ماله؛ فإن النبي أعظم منزلة، وأجل قدرًا من أن يشفق على ماله إلى ما هذا حده، وأن يأنف من وراثة عصباته له، ويسأل أن يكون له ولد ليحوز ميراثه دونهم. وهذا وجه.

الثاني: أنه لم يذكر أنه كان ذا مال؛ بل كان نجارًا يأكل من كسب يديه. ومثل هذا لا يجمع مالًا، ولاسيما الأنبياء، فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا.

الثالث: أنه قد ثبت في الصحيحين من غير وجه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقة" وفي رواية عند الترمذي