للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي هي في موضع العين، فأبدلت الواو ياء عن القاعدة التصريفية المشار لها بقوله في الخلاصة:

• إن يسكن السابق من واو ويا*

البيتين المتقدمين آنفًا. وأصله من السواد وهو الخلق الكثير. فالسيد من يطيعه، ويتبعه سواد كثير من الناس. والدليل على أن عين المادة واو أنك تقول فيه: ساد يسود بالواو، وتقول: سودوه إذا جعلوه سيدًا. والتضعيف يردّ العين إلى أصلها، ومنه قول عامر بن الطفيل العامري:

وإني وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسها المشهور في كل موكب

فما سوَّدتني عامرٌ عن وراثة ... أبي الله أن أسمو بأم ولا أب

وقال الآخر:

وإن بقوم سودوك لحاجة ... إلى سيد لو يظفرون بسيد

وشهرة مثل ذلك تكفي عن بيانه. والآية فيها دليل على إطلاق السيد على من ساد من الناس، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحسن بن علي رضي الله عنهما: "إن ابني هذا سيد" الحديث. وأنه - صلى الله عليه وسلم -: لما جاء سعد بن معاذ رضي الله عنه للحكم في بني قريظة قال - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا لسيدكم".

والتحقيق في معنى قوله: {وَحَصُورًا} أنه الذي حصر نفسه عن النساء مع القدرة على إتيانهن تبتلًا منه، وانقطاعًا لعبادة الله. وكان ذلك جائزًا في شرعه. وأما سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهي التزوج وعدم