للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزن "أفْعِل به" فهي فعل عند الجمهور، وأكثرهم يقولون: إنه فعل ماض جاء على صورة الأمر. وبعضهم يقول: إنه فعل أمر لإنشاء التعجب، وهو الظاهر من الصيغة، ويؤيده دخول نون التوكيد عليه؛ كقول الشاعر:

ومستبدلٍ من بعدِ غَضْبَى صريمةً ... فأَحْرِ بِهِ من طول فقرٍ وأَحْرِيا

لأن الألف في قوله: "وأحريا" مبدلة من نون التوكيد الخفيفة على حد قوله في الخلاصة:

وأبدلَنْها بعد فتحٍ ألفًا ... وَقْفًا كما تقول في قِفَنْ: قِفا

والجمهور أيضًا على أن صيغة التعجب الأخرى التي هي "ما أفعله" فعل ماض. خلافًا لجماعة من الكوفيين في قولهم: إنها اسم بدليل تصغيرها في قول العرجى:

ياما أُمَيلحَ غزلانا شدنَّ لنا ... من هؤلَيَّاء، بين الضَّالِ السَّمُر

قالوا: والتصغير لا يكون إلا في الأسماء. وأجاب من خالفهم بأن تصغيرها في البيت المذكور شاذ يحفظ ولا يقاس عليه.

• قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)}.

الحسرة: أشد الندم والتلف على الشيء الذي فات ولا يمكن تداركه. والإنذار: الإعلام المقترن بتهديد؛ أي أنذر الناس يوم القيامة. وقيل له: يوم الحسرة لشدة ندم الكفار فيه على التفريط.