للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترمذي. لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد. وتكلم في هذا الحديث من ثلاث جهات.

الأولى: أن البخاري لم يعرفه مرفوعا، وقال: إنه موقوف على أبي هريرة. ويجاب عن هذا: بأن الرفع زيادة، وزيادة العدل مقبولة، وقد رواه سليمان ابن حرب، عن حماد بن زيد مرفوعا، وجلالتهما معروفة. قال في مراقي السعود:

والرفع والوصل وزيد اللفظ ... مقبول عند إمام الحفظ .. الخ

الثانية: أن كثيرا نسيه. ويجاب عن هذا بأن نسيان الشيخ لا يبطل رواية من روى عنه؛ لأنه يقل راو يحفظ طول الزمان ما يرويه، وهذا قول الجمهور. وقد روى سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قضى بالشاهد واليمين ونسيه، فكان يقول: حدثني ربيعة عني ولم ينكر عليه أحد، وأشار إليه العراقي في ألفيته بقوله:

وإن يرده بلا أذكر أو ... ما يقتضي نسيانه فقد رأوا

الحكم للذاكر عند المعظم ... وحكي الإسقاط عن بعضهم

كقصة الشاهد واليمين إذ ... نسيه سهيل الذي أخذ

عنه، فكان بعد عن ربيعه ... عن نفسه يرويه أن يضيعه

الثالثة: تضعيفه بكثير مولى ابن سمرة، كما قال ابن حزم: إنه مجهول. ويجاب عنه بأن ابن حجر قال في التقريب: إنه مقبول.