للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا طائل تحته، ولا دليل على الواقع فيه كما قدمنا كثيرًا من أمثلة ذلك في سورة "الكهف". وغاية ما دل عليه القرآن: أنهما كان عليهما لباس يسترهما الله به؛ فلما أكلا من الشجرة نزع عنهما فبدت لهما سوءاتهما. ويمكن أن يكون اللباس المذكور الظفر أو النور، أو لباس التقوى، أو غير ذلك من الأقوال المذكورة فيه.

وأسند جلا وعلا إبداء ما ووري عنهما من سوءاتهما إلى الشيطان قوله: {لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} كما أسند له نزع اللباس عنهما في قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} لأنه هو المتسبب في ذلك بوسوسته وتزيينه كما قدمناه قريبًا. وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف، وهو أن يقال: كيف جعل سبب الزلة في هذه الآية وهو وسوسة الشيطان مختصًّا بآدم دون حواء قوله: {فَوَسْوَسَ إِلَيهِ الشَّيطَانُ} مع أنه ذكر أن تلك الوسوسة سببت الزلة لهما معًا كما أوضحناه.

والجواب ظاهر، وهو أنه بين في "الأعراف" أنه وسوس لحواء أيضًا مع آدم في القصة بعينها في قوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ} فبينت آية "الأعراف" ما لم تبينه آية "طه" كما ترى، والعلم عند الله تعالى.

مسألة

أخذ بعض أهل العلم من هذه الآية الكريمة: وجوب ستر العورة؛ لأن قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} يدل على قبح انكشاف العورة، وأنه ينبغي بذل الجهد في سترها. قال