للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ} الآية. والله تعالى أعلم.

وقوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} أشار في مواضع أخر إلى أن منهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - كقوله: {وَعَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} أو قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} الآية، وقوله: {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (١)} وأشار في مواضع أخر إلى أن منهم إبراهيم، كقوله: {إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)} وقوله: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} إلى غير ذلك من الآيات وأشار في موضع آخر إلى أن منهم داود وهو قوله: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً (٥٥)} وأشار في موضع آخر إلى أن منهم إدريس، وهو قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (٥٧)} وأشار هنا إلى أن منهم عيسى بقوله: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} الآية.

تنبيه: في هذه الآية الكريمة أعني: قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} الآية إشكال قوي معروف.

ووجهه: أنه ثبت في حديث أبي هريرة المتفق عليه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله" وثبت أيضا في حديث أبي سعيد المتفق عليه "لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة" الحديث، وفي رواية "لا تفضلوا بين أنبياء الله" وفي رواية "لا تخيروني من بين الأنبياء" وقال القرطبي في تفسير هذه الآية ما