ساكنة. ومعنى القراءتين واحد، فهما لغتان فصيحتان، وقراءتان سبعيتان صحيحتان.
وأبو عمرو يقف على الياء، والباقون يقفون على النون وقرأ أبو عمرو (أهلكتها) بتاء المتكلم المضمومة بعد الكاف من غير ألف، والباقون بنون مفتوحة بعد الكاف، وبعد النون ألف. والمراد بصيغة الجمع على قراءة الجمهور التعظيم، كما هو واضح. وقرأ ورش والسوسي (وبير) بإبدال الهمزة ياء، والباقون بالهمزة الساكنة.
مسألة
اعلم: أن "كأين" فيها لغات عديدة أفصحها الاثنتان اللتان ذكرناهما، (وكأين) بفتح الهمزة والياء المكسورة المشددة أكثر في كلام العرب، وهي قراءة الجمهور كما بينا، (وكائن) بالألف والهمزة المكسورة أكثر في شعر العرب، ولم يقرأ بها من السبعة غير ابن كثير كما بينا. ومعنى "كأين" كمعنى كم الخبرية، فهي تدل على الإِخبار بعدد كثير، ومميزها له حالتان:
الأولى: أن يجرّ بمن، وهي لغة القرآن، كقوله:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} وقوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ} الآية {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية. ونظير ذلك من كلام العرب في جر مميز كأين بمن قوله:
وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لو أصيب هو المصابا
الحالة الثانية: أن ينصب ومنه قوله:
وكائن لنا فضلًا عليكم ومنة ... قديمًا ولا تدرون ما من منعم