مصدقًا لها في قولها: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤)} وقد قال الشاعر:
لا تحقرن الرأي وهو موافق ... حكم الصواب إذا أتى من ناقص
فالدر وهو أعز شيء يقتنى ... ما حط قيمته هوان الغائص
قد تضمن هذا الكتاب أمورًا زائدة على ذلك، كتحقيق بعض المسائل اللغوية وما يحتاج إليه من صرف وإعراب، والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث، كما ستراه إن شاء الله تعالى.
واعلم أن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك كثيرة جدًّا. وقد أردنا أن نذكر في هذه الترجمة جملًا من ذلك ليعلم بها الناظر كثرة ما تضمنه هذا الكتاب المبارك من أنواع بيان القرآن بالقرآن، ويكون على بصيرة في الجملة من فائدته قبل الوقوف على جميع ما فيه.
وبعد ذلك نذكر مقدمة في تعريف الإجمال والبيان، وما يحتاج إليه من مسائلهما من غير تطويل في ذلك، ثم نشرع إن شاء الله في المقصود مرتبًا على ترتيب سور القرآن العظيم، ونرجو من الله الكريم على ما فينا أن نكون داخلين في قوله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في صحيح البخاري من حديث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وفي رواية له: "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه" كما نرجوه تعالى أن يوفقنا للعمل بما علمنا من كتابه، والتخلق بما فيه من المكارم، والتأدُّب بآدابه، وأن يعلمنا ما جهلناه، ويذكرنا ما نسينا منه، وأن يرزقنا إخلاص