فقال في هلاكهم في الدنيا:{وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} الآية، وأمثالها من الآيات.
وقال في مصيرهم في البرزخ:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}.
وقال في عذابهم في الآخرة: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)}.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة، من حيق المكر السَّيِّء، بالماكر، أوضحه تعالى في قوله:{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}.
والعرب تقول: حاق به المكروه يحيق به حيقًا وحيوقًا، إذا نزل به وأحاط به. ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة، يقال: حاق به السوء والمكروه، ولا يقال: حاق به الخير، فمادة الحيق من الأجوف الذي هو يائي العين، والوصف منه حائق، على القياس، ومنه قول الشاعر:
وقد قدمنا أن وزن السيئة بالميزان الصرفي "فيعلة"، من السوء، فأدغمت ياء الفيعلة الزائدة في الواو التي هي عين الكلمة، بعد إبدال الواو ياء، على القاعدة التصريفية المشار إليها في الخلاصة بقوله:
إن يسكن السابق من وَاوٍ وَيَا ... واتصلا ومن عروض عَرِيا
فياءً الواو اقلِبَنَّ مدغمًا ... وشذَّ معطًى غير ما قدر رسما