كاملة، ثم جمعت مع اليومين الذين خلقت فيهما الأرض المذكورين في قوله:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}، واليومين الذين خلقت فيهما السماوات المذكورين في قوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}، لكان المجموع ثمانية أيام.
وذلك لم يقل به أحد من المسلمين.
والنصوص القرآنية مصرحة بأنها ستة أيام، فعلم بذلك صحة التفسير الذي ذكرنا، وصحة دلالة الآيات القرآنية عليه.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} قد قدمنا الكلام على أمثاله من الآيات في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} الآية.
وقوله تعالى:{وَبَارَكَ فِيهَا} أي أكثر فيها البركات، والبركة الخير.
وقوله تعالى:{وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} التقدير والخلق في لغة العرب معناهما واحد، والأقوات جمع قوت، والمراد بالأقوات أرزاق أهل الأرض ومعايشهم وما يصلحهم.
وقد ذكرنا في كتابنا "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" أن آية فصلت هذه، أعني قوله تعالى:{وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} يفهم منها الجيع بين الآيات الدالة على أن الأرض خلقت قبل السماء، كقوله هنا:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}، ثم رتب على ذلك بِـ (ثم) قولَه: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} إلى قوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}، مع بعض الآيات الدالة على أن