للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر لفظًا خوف الإِطالة، ولأننا لم نجد نصوصًا من الوحي تحدد شيئًا منها تحديدًا دقيقًا.

ومعلوم أن لفظ القوم منها قد دل القرآن على أنه يختص بالذكور دون الإِناث، وأن الإِناث قد يدخلن فيه بحكيم التبع إذا اقترن بما يدل على ذلك؛ لأن الله تعالى قال: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} الآية. فعطفه النساء على القوم يدل على عدم دخولهن في لفظ القوم.

ونظيره من كلام العرب قول زهير:

وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء

وأما دخول النساء في القوم بحكم التبع عند الاقتران بما يدل ذلك، فقد بينه قوله تعالى في ملكة سبأ: {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (٤٣)}.

وأما الموالي فقد دل القرآن واللغة على أن المولى يطلق على كل من له سبب يوالي ويوالى به.

ولذا أطلق على الله أنه مولى المؤمنين لأنهم يوالونه بالطاعة ويواليهم بالجزاء، ونفى ولاية الطاعة عن الكافرين، في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (١١)}.

وأثبت له عليهم ولاية الملك والقهر في قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠) كما أثبت لهم ولاية النار في قوله: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ} الآية.

وأطلق تعالى اسم الموالي على العصبة في قوله تعالى: