وقوله تعالى {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} يتنزل على الجهة الأخرى. وتلك الجهة هي التي يعني الشاعر بقوله:
• وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد *
ويزيد ذلك إيضاحًا: أن قبائل العرب قد تكون بينهم حروب ومقاتلات، فيكون ذلك القتال بين أعمام الرجال وأخواله، فيكون مع عصبته دائمًا على أخواله، كما في البيت المذكور.
وقد يكون الرجل منهم في أخواله فيعاملونه معاملة دون معاملتهم لأبنائهم، كما أوضح ذلك غسان بن وعلة في شعره حيث يقول:
إذا كنت في سعد وأمك منهم ... شطيرًا فلا يغررك خالك من سعد
فإن ابن أخت القوم مصغى إناؤه ... إذا لم يزاحم خاله بأب جلد
فقوله:"مصغى إناؤه" من الإِصغاء وهو الإِمالة؛ لأن الإِناء إذا أميل ولم يترك معتدلًا لم يتسع إلا للقليل، فهو كناية عن نقص نصيبه فيهم وقلته.
وعلى الجهتين المذكورتين يتنزل اختلاف الصحابة في ميراث الجدّ والإِخوة.
فمن رأى منهم أنه أب يحجب الإِخوة فقد راعى في الجد إحدى الجهتين.
ومن رأى منهم أنه ليس بأب وأنه لا يحجب الإِخوة فقد لاحظ الجهة الأخرى.
ولم نطل الكلام هنا في جميع الألفاظ المذكورة التي هي أحد