كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} باطل، والجزاء الذي هو: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١)} صحيح، مثل لذلك بقوله: إن كان الإِنسان حجرًا فهو جسم، يعني أن قوله: إن كان الإنسان حجرًا، شرط باطل، فهو كقوله تعالى:{إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ}، فكون الإِنسان حجرًا وكون الرحمن ذا ولد كلاهما شرط باطل.
فلما صح الجزاء المرتب على الشرط الباطل في قوله: إن كان الإنسان حجرًا فهو جسم، دل ذلك على أن الجزاء الصحيح في قوله: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١)} يصح ترتيبه على الشرط الباطل الذي هو {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ}.
وهذا غلط فاحش جدًّا، وتسوية بين المتنافيين غاية المنافاة؛ لأن الجزاء المرتب على الشرط الباطل في قوله: إن كان الإِنسان حجرًا فهو جسم، إنما صدق لأجل خصوص المادة لا لمعنى اقتضاه الربط البتة.
وإيضاح ذلك: أن النسبة بين الجسم والحجر، والنسبة بين الإِنسان والجسم، هي العموم والخصوص المطلق في كليهما.
فالجسم أعم مطلقًا من الحجر، والحجر أخص مطلقًا من الجسم، كما أن الجسم أعم من الإِنسان أيضًا عمومًا مطلقًا، والإِنسان أخص من الجسم أيضًا خصوصًا مطلقًا، فالجسم جنس قريب للحجر، وجنس بعيد للإِنسان، وإن شئت قلت: جنس متوسط له.