وقد قدمنا في أول سورة الكهف، أن البشارة تطلق غالبًا على الإِخبار بما يسر، وأنها ربما أطلقت في القرآن وفي كلام العرب على الإِخبار بما يسوء أيضًا، وأوضحنا ذلك بشواهده العربية.
وقوله في هذه الآية الكريمة: {وَيلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧)}.
قال بعض العلماء:(ويل) واد في جهنم.
والأظهر أن لفظة (ويل) كلمة عذاب وهلاك، وأنها مصدر لا لفظ له من فعله (١)، وأن المسوغ للابتداء بها مع أنها نكرة كونها في معرض الدعاء عليهم بالهلاك.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦)}.
قرأه نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحمص عن عاصم:(يؤمنون) بياء الغيبة.
وقرأه ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وشعبة عن عاصم:(تؤمنون) بتاء الخطاب.
وقرأه ورش عن نافع، والسوسي عن أبي عمرو:(يومنون) بإبدال الهمزة واوًا وصلًا ووقفًا.
وقرأه حمزة بإبدال الهمزة واوًا في الوقف دون الوصل.
والباقون بتحقيق الهمزة مطلقًا.
(١) هذا سبق قلم من الشيخ، صوابه: لا فعل له من لفظه.