فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)}، وقوله تعالى:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وأما كون من كفر بالقرآن يحصل له بسبب ذلك العذاب الأليم، فقد جاء موضحًا في آيات كثيرة، كقوله تعالى:{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} الآية، وقوله تعالى: {وَقَدْ آتَينَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (٩٩) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزْرًا (١٠٠) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (١٠١)}، وقوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (١٠٦)}، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة.
وقد قدمنا في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَينَاهُمْ} الآية، وغير ذلك من المواضع، أن الهدى يطلق في القرآن إطلاقًا عامًّا بمعنى أن الهدى هو البيان والإِرشاد وإيضاح الحق، كقوله:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَينَاهُمْ} أي بينا لهم الحق وأوضحناه وأرشدناهم إليه وإن لم يتبعوه، وكقوله:{هُدًى لِلنَّاسِ}، وقوله هنا:{هَذَا هُدًى}، وأنه يطلق أيضًا في القرآن بمعناه الخاص وهو التفضل بالتوفيق إلى طريق الحق والاصطفاء، كقوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)}، وقوله:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، وقوله:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد أوضحنا في سورة فصلت أن معرفة إطلاقي الهدى المذكورَين، يزول بها الإِشكال الواقع في آيات من كتاب الله.
والهدى مصدر هداه، على غير قياس، وهو هنا من جنس النعت بالمصدر، وبينا فيما مضى مرارًا أن تنزيل المصدر منزلة الوصف إما على حذف مضاف، وإما على المبالغة.