عنهم:{سُبْحَانَكَ} أي تنزيهًا لك عن أن تكون خلقت هذا الخلق باطلًا، لا لحكمة تكليف وبعث وحساب وجزاء.
وقوله جل وعلا في آية الأحقاف هذه:{مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا إلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ}، يفهم منه أنَّه لم يخلق ذلك باطلًا، ولا لعبًا ولا عبثًا.
وهذا المفهوم جاء موضحًا في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا بَاطِلًا} الآية، وقوله تعالى:{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}، وقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إلا بِالْحَقِّ}.
وقوله تعالى في آية الأحقاف هذه:{وَأَجَلٍ مُسَمًّى} معطوف على قوله: {بِالْحَقِّ} أي ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلَّا خلقًا متلبسًا بالحق، وبتقدير أجل مسمى، أي وقت معين محدد ينتهي إليه أمد السماوات والأرض، وهو يوم القيامة، كما صرح الله بذلك في أخريات الحجر في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا إلا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ} الآية.
فقوله في الحجر:{وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ} بعد قوله: {إلَّا بِالْحَقِّ} يوضح معنى قوله في الأحقاف: {إلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى}.
وقد بين تعالى في آيات من كتابه أن للسماوات والأرض أمدًا ينتهي إليه أمرهما؛ كما قال تعالى:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، وقال تعالى:{يَوْمَ نَطْوي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}، وقوله تعالى:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}، وقوله: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١)}، وقوله تعالى: