وقال بعض العلماء: ضمير الفاعل في قوله: (وأَمْلَى لهم) على قراءة الجمهور راجع إلى الله تعالى.
والمعنى: الشيطان {سَوَّلَ لَهُمْ} أي سهل لهم الكفر والمعاصي، وزين ذلك وحسنه لهم، والله جل وعلا أملى لهم: أي أمهلهم إمهال استدراج.
وكون التسويل من الشيطان والإِمهال من الله، قد تشهد له آيات من كتاب الله، كقوله في تزيين الشيطان لهم:{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ} الآية، وقوله تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)}، وقوله تعالى:{وَقَال الشَّيطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} الآية، إلى غير ذلك من الآيات.