للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإرادة المفاعل، كالجليس بمعنى المجالس، والأكيل بمعنى المُآكل، والنديم بمعنى المنادم.

وقال بعضهم: القعيد هنا هو الملازم، وكل ملازم دائمًا أو غالبًا يقال له قعيد، ومنه قول متمم بن نويرة التميمي:

قعيدك ألا تسمعيني ملامة ... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا

والمعنى: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فحذف الأول بدلالة الثاني عليه، وهو أسلوب عربي معروف، وأنشد له سيبويه في كتابه قول عمرو بن أحمر الباهلي:

رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بريئًا ومن جَوْلِ الطويِّ رماني

وقول قيس بن الخطيم الأنصاري:

نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف

وقول ضابئ بن الحارث البرجمي:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب

فقول ابن أحمر: "كنت منه ووالدي بريئًا" أي كنت بريئًا منه وكان والدي بريئًا منه.

وقول ابن الخطيم: "نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض" أي نحن راضون وأنت راض.

وقول ضابئ بن الحارث: "فإني وقيار بها لغريب" يعني إني لغريب وقيار غريب.

وهذا أسلوب عربي معروف.

ودعوى أن قوله في الآية: (قعيد) هي الأولى أُخِّرت وحذفت