وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} أي والملائكة، وقوله:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} أي الغرف. وقد قدمنا أمثلة كثيرة لهذا في القرآن، وفي كلام العرب في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى:{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وإطلاق النجم مرادًا به النجوم معروف في اللغة، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا تحبها قلت بهرًا ... عدد النجم والحصى والتراب
وقول الراعي:
فباتت تعد النجم في مستحيرة ... سريع بأيدي الآكلين جمودها
وعلى هذا القول، فمعنى هُويّ النجوم سقوطُها إذا غربت، أو انتثارها يوم القيامة.
وقيل: النجم: النبات الذي لا ساق له.
وقال بعض أهل العلم: المراد بالنجم الجملة النازلة من القرآن، فإنه نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنجمًا منجمًا في ثلاث وعشرين سنة، وكل جملة منه وقت نزولها يصدق عليها اسم النجم صدقًا عربيًّا صحيحًا، كما يطلق على ما حان وقته من الدية المنجمة على العاقلة، والكتابة المنجمة على العبد المكاتب.
وعلى هذا فقوله:(إذا هوى) أي نزل به الملك من السماء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقوله: هوى يهوي هُويًّا إذا اخترق الهواء (١) نازلًا من أعلا إلى أسفل.