للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى (٣٨) وَأَنْ لَيسَ لِلْإِنْسَانِ إلا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (٤١)}.

قوله: (تولى) أي رجع وأدبر عن الحق. وقوله: (أعطى قليلًا) قال بعضهم: قليلًا من المال وقال بعضهم: أعطى قليلًا من الكلام الطيب. وقوله: (وأكدى) أي قطع ذلك العطاء ولم يتمه، وأصله من أكدى صاحب الكفر، إذا انتهى في حفره إلى صخرة لا يقدر على الحفر فيها، وأصله من الكدية وهي الحجارة تعترض حافر البئر ونحوه فتمنعه الحفر.

وهذا الذي أعطى قليلًا وأكدى، اختلف فيه العلماء، فقيل: هو الوليد بن المغيرة، قارب أن يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فعيَّره بعض المشركين فقال: أتركت دين الأشياخ وضللتهم؟ قال: إني خشيت عذاب الله. فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه كذا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله، فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيَّره بعض المال الذي ضمن ومنعه تمامه. فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ الآية.

وعلى هذا فقوله: (تولى) أي الوليد عن الإِسلام بعد أن قارب، (وأعطى قليلًا) من المال لذي ضمن له أن يتحمل عنه ذنوبه، (وأكدى) أي بخل عليه بالباقي.

وقيل: (وأعطى قليلًا) من الكلام الطيب، كمدحه للقرآن واعترافه بصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، (وأكدى) أي انقطع عن ذلك ورجع عنه.

وقيل: هو العاص بن وائل السهمي، كان ربما وافق النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأمور، وذلك هو معنى إعطائه القليل، ثم انقطع عن ذلك،