للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى إنذارهما له في قوله: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَينَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨)} ونحوها من الآيات.

وفي هذه الآية سؤال معروف، وهو أن الله تبارك وتعالى أرسل لفرعون نبيين هما موسى وهارون، كما قال تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالمِينَ (١٦)} وهنا جمع النذر في قوله: {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١)}.

وللعلماء عن هذا أجوبة، أحدها: أن أقل الجمع اثنان كما هو المقرر في أصول مالك بن أنس رحمه الله، وعقده صاحب مراقي السعود بقوله:

أقل معنى الجمع في المشتهر ... الاثنان في رأي الإمام الحميري

قالوا: ومنه قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ولهما قلبان فقط، وقوله: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} والمراد بالإخوة اثنان فصاعدًا كما عليه الصحابة فمن بعدهم خلافًا لابن عباس، وقوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} وله طرفان.

ومنها: ما ذكره الزمخشري وغيره من أن المراد بالنذر موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء؛ لأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون.

ومنها: أن النذر مصدر بمعنى الإنذار.

قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: التحقيق في الجواب: أن من كذب رسولًا واحدًا فقد كذب جميع المرسلين، ومن كذب نذيرًا واحدًا فقد كذب جميع النذر؛ لأن أصل دعوة جميع الرسل واحدة، وهي مضمون لا إله إلا الله، كما أوضحه تعالى بقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي