للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخر:

ولي حبشية سلبت فؤادي ... ونفسي لا تتوق إلى سواها

كأن شروطها طرق ثلاث ... تسير بها النفوس إلى هواها

وقال آخر في سوداء:

أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعدة

لا شك إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحدة

وأمثاله في كلام الأدباء كثيرة.

وقوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} يدل على أن تقطيع آذان الأنعام لا يجوز، وهو كذلك.

أما قطع أذن البحيرة والسائبة تقربا بذلك للأصنام فهو كفر بالله إجماعا، وأما تقطيع آذان البهائم لغير ذلك فالظاهر أيضا أنه لا يجوز، ولذا أمرنا - صلى الله عليه وسلم - "أن نستشرف العين، والأذن، ولا نضحى بعوراء، ولا مقابلة، ولا مدابرة، ولا خرقاء، ولا شرقاء". أخرجه أحمد، وأصحاب السنن الأربع، والبزار، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي من حديث علي - رضي الله عنه - وصححه الترمذي، وأعله الدارقطني.

والمقابلة المقطوعة طرف الأذن، والمدابرة المقطوعة مؤخر الأذن، والشرقاء مشقوقة الأذن طولا، والخرقاء التي خرقت أذنها خرقا مستديرا فالعيب في الأذن مراعى عند جماعة العلماء.

قال مالك والليث: المقطوعة الأذن لا تجزىء، أو جل الأذن